هل سمعت بديانة العصر الجديد؟ د. خالد بن محمد الشهري لما كتبت عن ظاهرة الإلحاد بشكل عام وأسبابها ثم حذرت في مقال (حتى لا يصبح الإلحاد ظاهرة بيننا[1]) من خطر شيوع الإلحاد بين شبابنا وكون الأمر قد يتطور ليشكل ظاهرة في مهد الإسلام ومأرز التوحيد... ناقشني بعض الإخوة في أن الإلحاد بمفهومه الشائع وهو نفي الإله نادر جدا بين شبابنا ووافقتهم على ذلك ولكني أكدت لهم وما زلت أؤكد أن الإلحاد بمفهومه الواسع آخذ في الانتشار والتوسع على مستوى العالم ومع العولمة فقد وصلتنا تباشير هذا المدّ وإذا كانت نسبة الملحدين في العالم تصل إلى السدس حسب الاحصاءات الغربية فمعنى هذا أننا لسنا بمنأى عن خطر الإلحاد في مفهومه الضيق الذي ينفي وجود الإله أصلا.. لكننا مع ذلك مجتمع متدين ولا زالت مظاهر التدين تعمّ مجتمعاتنا في البلاد العربية عموما وفي الجزيرة العربية خصوصا.. وإذا كنا الآن نتعرض لنسخة مخففة من الإلحاد في مفهومه العام و تتمثل في شيوع ديانة عالمية جديدة بدأت تغزو الشباب وكثير من معتقداتها ومظاهرها آخذة في الازدياد والتوسع.. وهي خطوة أولى في الخروج من الإسلام تليها لا محالة مرحلة الإلحاد واللادينية كنتيجة طبيعية ومحصلة نهائية لها.. وهي ما يعرف بديانة العصر الجديد فهل سمع بها القائمون على الشباب من المربين والمسئولين والحكام أم أننا لن ننتبه لها حتى تحصد جيلاً بأكمله لتسومه من جحيم الشبهات وزمهرير الشهوات.. ولمن لم يسمع بها فإني حاولت أن أوضح لهم شيئا عن هذه الديانة الجديدة لعلنا نتدارك الأمر قبل استفحاله.. وصفها ونشأتها: ديانة العصر الجديد إحدى الديانات الحديثة نسبيا حيث يذكر المؤرخون لها بأنها ظهرت في الستينات من القرن الماضي أي منذ قرابة نصف قرن. وهي ديانة تلفيقية تجمع بين ديانات العالم أجمع الشرقية والغربية والأديان السماوية لكنها متأثرة بشكل كبير بالمذاهب الفلسفية والصوفية. وقد عرفتها ويكيبيديا كما يلي: (حركة العصر الجديد هي حركة روحانية شبه دينية غربية نشأت في النصف الثاني من القرن العشرين. تتناول تعاليم الحركة الرئيسية تناول العادات الميتافيزيقية والروحانية الشرقية والغربية وجمعها مع مؤثرات من المساعدة الذاتية وعناصر من علم النفس، الطب البديل، باراسيكولوجيا، بحوث الوعي الداخلي والفيزياء الكمية في سبيل خلق "روحانية بدون حدود أو عقائد" شاملة وتعددية. سمة أخرى من سمات الحركة الأساسية، تكوين "نظرة عالمية شاملة"، مما يؤكد على ترابط العقل والجسد والروح وأن هناك واحدية ووحدة بين أجزاء الكون. فتحاول الحركة بشكل عام وشامل إلى خلق "نظرة عالمية تضم العلم والروحانية"، وفي سبيل ذلك يدعو العصريون الجديدون إلى تقبل بعضاً من العلوم والعلوم الزائفة... وتضم حركة العصر الجديد أيضاً عناصر من الديانات والحركات الدينية القديمة المختلفة من الإلحاد وحتى الديانات التوحيدية من خلال وحدة الوجود الكلاسيكية ووحدة الوجود مع الطبيعة ووحدة الشهود حتى تعدد الآلهة مدمجة مع العلوم وفلسفة غايا؛ بشكل رئيسي: علم الفلك القديم، علم الفلك المعاصر، علم البيئة، حماية البيئة، فرضية غايا، علم النفس والفيزياء. تستمد فلسفة العصر الجديد أحياناً وحيها من الديانات العالمية الكبرى: البوذية، الطاوية، الديانات الصينية، المسيحية، الهندوسية، الإسلام، اليهودية؛ مع تأثير قوي من قبل الديانات الشرق آسيوية، الغنوصية، الوثنية الجديدة، الثيوصوفية، الكونية الروحيات الغربية. المعنى الحقيقي للمصطلح عصر جديد هو العصر النجمي القادم عصر الدلو...) ويكيبيديا. و(كتب هينري تينك في مجلة لوموند آذار 2000: العصر الجديد.. ضبابية تتجاور في كنفها الروحية الباطنية مع الطرائق الحديثة في التركيز والاسترخاء وتطوير طاقة الإنسان. يأخذ العصر الجديد مفاهيم من الثقافة المضادة الأمريكية في ستينيات القرن العشرين، ومن أقدم التقاليد الباطنية التي ولدت على أرضية أوروبية أو شرقية...يمكن تعريفها كوثنية ضبابية جديدة من نوع خاص: التوحد مع الطبيعة والفضاء، إخراج الطاقة الخفية، تشكيل البداية الإلهية في طاقة كونية ابتدائية في نوعها. العصر الجديد تشبه أنها تسعى إلى وضع الطلاسم من جديد على الفكر، والطبيعة والإله ذاته. ولكن هذا أيضا تضخيم للأنا الإنسانية، وجعلها ذات قدسية خارقة. كل ذلك بعيد جد عن الأديان التقليدية. دكتور العقائد جان فيرنيت يعتبر العصر الجديد يوتوبيا (إيزوتيركية) باطنية هلامية إلى درجة كافية، بحيث يستطيع كل شخص أن يسقط عليها احتياجاته وتساؤلاته الخاصة، وأن يشكل لنفسه روحية على مزاجه الشخصي. ماهذا أهي بدعة برزت فجأة، أم أنها روحية تكيفت مع عولمة المجتمع الحديث؟ على كل حال هنا مفهوم الإله أكثر من ضبابي.)تاريخ التفكر بالإله ترجمة سعيد الباكير- نشر دار علاء الدين. ظهورها في العصر الحديث: هذه الديانة منشأها غامض وذكر بعض من كتب عنها أنها قديمة جدا وبعضهم عدّ جذورها في مرحلة ما قبل الثورة الصناعية لكنها انتشرت في العقود الأخيرة لأسباب لخصها بعضهم بقوله: (نشطت هذه الحركة بين الشبيبة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي التي لعبت دورا كبيرا في تغير المجتمع، من خلال الاعتماد على الفكر الحديث بدون أن تقيد نفسها بأي مقياس سوى رغبتها التخلص من التقليد والأنظمة التي لم يستفيد منها البشرية، فكانت الحرب العالمية الأولى والثانية وما حصل من الدمار بسببهما قد ادخل الخيبة التي ضربت المجتمع الأوربي واقتناعها بعدم جدية هذه القواعد والقيم من حماية الإنسان من أخيه الإنسان. كذلك ولادة النظام الاشتراكي الذي لم يكن يرغب إلا أن يخلى الناس من أفكارهم الدينية القديمة والتركيز على الفكر الاقتصادي وفائدته. لكن سرعان ما اكتشفت هذه الجماعات أن حياتهم تسير في فراغ لا معنى لها لأنه لم يكون هناك مقياس أو دليل لتقيم والتدقيق في انجازاتهم سوى تحقيق رغباتهم وغرائزهم. ففي بداية الستينات والسبعينات خرجت موجة من الشباب أتباع هذه الحركة سواء بمعرفتهم أو بعدم معرفتهم يميلون إلى كسر التقليد والقيم ويريدون التجديد بأي طريقة، من أمثالهم هيبز وأصحاب الشعر الطويل والخلاعة والمينو جيب والأغاني الموسيقية الصاخبة والمخدرات وغيرها. أيضا نشطت الحركات السرية التي تؤمن بالسحر والتنجيم كثيرا بعد أن فسح مجال جديد لهم عن طريق وسائل الاتصالات الحديثة في الإعلام العالمي في بث أفكارها....) يوحنا بيداويد موقع الحوار المتمدن...كما ذكر أن قانون حماية الحريات في أمريكا ساهمت في نشر أفكارهم. بعد هذا العرض المختصر لهذه الديانة الجديدة خذ جولة فيما يطرحه بعض المتفلسفة في صحافتنا والمعجبين بالتحرر الفكري واقرأ إنتاجهم الأدبي والفكري والثقافي لترى أنهم خاضعين لهذا المذهب الديني الجديد الهلامي. والمتأمل في حقيقته يقطع بأنه قديم جدا إذ أن جميع الديانات التلفيقية مرت بمثل هذا النوع من التشكل فقبلها الزرادشتية والهندوسية والسيخية ومذاهب الصوفية والغنوصية كلها اعتمدت على نفس الأفكار والمبادئ وديانة العصر الجديد تأخذ من كل ديانة ما يعجبها ولا يحتكم أصحابها إلا إلى ذوقهم وأهوائهم وما تبلغه عقولهم-القاصرة- ويصدق عليهم قول الله عز وجل: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾ [الفرقان: 43]. ولهذا فإنك ستجد لديهم خليط وأمشاج من كل دين...ولي إن شاء الله عودة لهذا الموضوع لتشريح إنتاج أحد مشاهير هؤلاء من بني جلدتنا وأكبر دعاتهم بيننا والذي تأكد لدّي أنه على مذهب العصر الجديد تحت دعوى حرية الفكر والتأمل كما زعم والذي ثبت بالأدلة القاطعة أن الشاب المتورط في قضية التطاول على مقام النبي صلى الله عليه وسلم كان أحد ضحايا دعوته هذه. [1]"http://www.awda-dawa.com/Pages/Artic....aspx? رد مع اقتباس
و أسأله عن الشر مخافة أن يدركني د.فوز الكردي على هذه الصفحات سنطرح أسئلة عن أنواع من الشرور التي قد تتفشى في مجتمعاتنا المسلمة دون أن ينتبه لها كثيرون، بل قد يتقبّلونها ويمارسونها لأن الشيطان قد زيّن ظاهرها بالنفع ولبّس باطلها بالحق. قدوتنا في هذا النهج الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، الذي كان يقول: " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني". ثم نتقصّى إجابة السؤال، وتوضيح حقيقة الشر لتكون النتيجة التعوّذ منه والتحرّز منه، فلا يدركنا. السؤال الأول مأخوذ من تصريح أستاذ علم الاجتماع Douglas K Chung.Dr بإحدى جامعات ولاية ميتشغان الأمريكية، يقول فيه:”كثير من الناس يمارسون "الشي كونغ" و"التاي شي شوان"، والإبر الصينية يومياً دون أن يعرفوا أنهم يمارسون الطاوية“. فما هي الطاوية التي قد نمارسها ونحن لا نعلم؟ الطاوية هي دين الصين القديم، وهي مزيج من فلسفات وتعاليم وتصوّر للكون والحياة، يرى بعض المؤرّخين أنها ليست ديناً، ويفضّلون تسميتها تعاليماً أو فلسفة، وأياً ما كان الأمر فهي حسب مفهومنا الإسلامي للدين "نظام الحياة المتكامل" تمثل ديناً من الأديان. وهي تعتمد على تصورات وفلسفة خاصة للكون والحياة وعلاقة الإنسان بالكون، نورد فيما يلي ملخّصها: يعتقد الطاويون أن كل مافي الوجود هو "الطاو"، فهو أصل كل الأشياء، وإليه مردّ كل الأشياء، وأن كل مافي الكون تمثيل للطاو في ثنائية "الين" و"اليانج"، وكل مافي الكون يسعى للموازنة بين قوّتي "الين" و"اليانج" حتى يتحقق التناغم مع "الطاو". ويعتقدون أن "الطاو" (Tao) يشمل طاقة كونية حيوية يختلف اسمها من لغة للغة، ومن بلد لبلد، ومن تطبيق لتطبيق، كالصحة والرياضة والتغذية، فيدل عليها اسم "كي" (Ki) المستخدم في تطبيقات "الريكي"، واسم "تشي") (Chi- Qiالمستخدم في تطبيقات "تشي كونغ" وغيرها، واسم "الماكرو" (Macro) عند مفكري الماكروبيوتيك، واسم "البرانا" Prana) ( عند الهندوس. و"مانا " (Mana) عند ممارسي الهونا. وينفي الطاويون الأصليون وجود الإله؛ لأن إثبات الإله يقتضي وجود نقيضه حسب مفهوم الثنائية المطلوبة لتوازن الكون، إلا أنهم لايبالون باعتبار بعض أتباع الديانات السماوية لمفهوم"الطاو" على أنه قريب لمفهوم الإله. ويزعمون أن كل إنسان يحتاج أن يتناغم مع "الطاو" بأي اسم كان، ويتم له ذلك عن طريق تدفيق طاقته الحيوية في جسمه، فتتناغم طاقته الروحية مع هذه الطاقة، فيتحقق أقصى مطلوبه في الحياة وهو الحياة بلا أمراض والخلاص من التناسخ بعد الموت. ويتحقق ذلك في أكمل صوره بالانتباه للدّور الذي تلعبه القوى الثنائية المتناقضة في الكون، والمكوّنة من ما يسمى "الين" و"اليانج". فـ "الين" يمثل القمر والأنوثة والسكون والبرودة، و"اليانج " يمثل الشمس والذكورة والحركة والحرارة. ويمثل "الطاو" التوازن المثالي بين هاتين القوتين والتكامل بين النقيضين الذكر والأنثى، والموجب والسالب. وتسري هذه الثنائية في كل شيء؛ فجلد الإنسان يغلب عليه "اليانج" وداخله "ين" وهكذا كل أعضاءه الداخلية خارجها يغلب عليه "اليانج" وداخلها "ين"، وكذلك الأغذية وسائر الموجودات يغلب عليها إما "الين" أو "اليانج". وتتم تغييرات قوى "الين" و"اليانج" في الكون من خلال العناصر ( الأطوار، القوى، مجالات الطاقة) الخمسة: الخشب والنار والأرض والمعدن والماء. فكل ما يحدث في الكون يمكن ربطه بالتوازن بين "الين" و"اليانج" أو بالعناصر الخمسة التي تعمل على شكل حلقة متكاملة، كل عنصر يخلق عنصراً ويدمر آخر فيما بينها لإيجاد توازن "الين" و"اليانج". ويزعمون أنه كلما حرص الإنسان على توازن "الين" و"اليانج" في تغذيته وفي سائر أمور حياته، كان في صحة وسعادة وقوة وحيوية قد تصل به لأن يتحد بـ "الطاو" أو يتناغم معه، وتسري طاقته الحيوية في جسده. كما زعموا أن الصينيين القدماء قد اهتموا بهذه الطاقة الحيوية، واكتشفوا جهاز الطاقة في الإنسان، واستخدموا فلسفة الطاقة في طبّهم ورياضتهم وغذائهم، فعاشوا الحياة كما ينبغي أن تعاش!!! ومن هنا، فسؤال الموضوع التالي: ماهو جهاز الطاقة في الإنسان؟ وكيف يعمل؟ هذه هي الطاوية، إنها فلسفة بديلة لعقيدة الألوهية الصحيحة النقية التي يدل عليها كل عقل صحيح، ويدعو لها كل نقل صحيح. إنها الفلسفة التي وصل لها قدماء بسطاء من الصين والهند والتبت، لم يكن لهم سند من عقل أو نقل فضلّوا - ويدعون في هذا العصر بالحكماء علماء الأكوان - ولكن كيف يستهدي بهذه الفلسفة الضالة من وصله الحق المطلق من الحق سبحانه وتعالى؟ قد يعتقدها نصارى ويهود لم يجدوا في دينهم المحرف مزيد فضل عليها.. ولكن هل يعتقدها من تركهم نبيهم على المحجّة البيضاء ولم يترك من خير إلا ودلّهم عليه ولا شر إلا وحذرهم منه؟؟ لا أعتقد أبداً أنهم يستبدلون بهذا الأدنى ذلك الخير الذي اصطفاهم به الله.. ولكنهم قد يمارسون تطبيقاتها جهلاً أوحمقاً. « عن يحيى بنِ جَعْدَةَ، قالَ: أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم بكتِفٍ فيهِ كِتابٌ فقال: (كفى بقومٍ ضَلالاً أنْ يَرْغَبُوا عمّا جاءَ بِهِ نَبِيُّهُمْ إلى ما جاءَ بِهِ نبيٌّ غَيْرُ نَبِيِّهِمْ أو كتابٌ غيرُ كتابِهِمْ فَأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } . فكيف لو رأى اشتغال الناس عما جاءهم به إلى فلسفات البسطاء، وتخرّصات الجهلاء؟!! هذا شعار الديانة الطاوية الذي يرمز لقوتي "الين" و"اليانج" فاحذره بعد أن عرفت حقيقة هذه الفلسفة الإلحادية.. وتذكر « من تَشَبَّه بقومٍ فهو منهم». واسأل مقلب القلوب أن يثبت قلبك على دينه. يتبع إن شاء الله... ---------------- سنطرح في كل مرة سؤال عن نوع من أنواع الشرور التي قد تتفشى في مجتمعاتنا المسلمة دون أن ينتبه لها كثيرون، بل قد يتقبلونها ويمارسونها لأن الشيطان قد زيّن ظاهرها بالنفع ولبّس باطلها بالحق. قدوتنا في هذا النهج الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي كان يقول : " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني " ثم نتقصى إجابة السؤال وتوضيح حقيقة الشر لتكون النتيجة التعوذ منه والتحرز منه فلا يدركنا . تساؤلنا الأول كان عن أسس الديانة الطاوية التي يمارسها كثير من المسلمين مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، دون أن يدركوا أنهم يمارسون الطاوية! وسؤال اليوم مأخوذ من زعم استشرى وانتشر، وهو أن الصينيين القدماء قد اكتشفوا جهازاً للطاقة في الإنسان، يمكّن الإنسان من التناغم مع الطاقة الكونية (طاو(Tao) تشي) (Chi- Qiكي(Ki) "الماكرو"(Macro) "البرانا" Prana) ("مانا " (Mana) واستخدموا فلسفة الطاقة هذه في طبّهم ورياضتهم وغذائهم، فعاشوا الحياة كما ينبغي أن تعاش في سعادة وصحة وتناغم!! ومن هنا فسؤال موضوعنا اليوم: ماهو جهاز الطاقة المزعوم في الإنسان؟ وكيف يعمل؟ لنفهم موضوع جهاز الطاقة المزعوم في الإنسان، يجب أن نفهم زعماً سابقاً له في الفلسفات الشرقية الدينية القديمة وتطبيقاتها الشرقية والغربية الحديثة، وهو الزعم بوجود ما أسموه "الجسم الأثيري"، وهو كما يزعمون أحد أجسام سبعة لكل إنسان، وهو الجسم السابع ذو التأثير والهيمنة على سائر الأجساد!! ففيه تقع منافذ الاتصال بالطاقة الكونية وتسمى هذه المنافذ"الشكرات" (Chakras)، وهي كلمة باللغة السنسكريتية تعني العجلة (الدولاب) (Wheel or Vortex)، ويتصل بهذه الشكرات ما يسمونه بالناديات (الزواليات)، وهي مسارات للطاقة متوزعة على جسم الإنسان الأثيري تتطابق مع مسارات الأعصاب في الجسم البدني للإنسان، وهي المسؤولة عن تدفيق الطاقة الكونية فيه، فجهاز الطاقة المزعوم يتكون من شكرات تمثل البؤرة الحيوية لكل إنسان، حيث تمثل ممراً لدخول وحركة طاقات أجسامنا البدنية والعاطفية والعقلية والروحية، وتكوّن هذه الشكرات مع "الناديات" جهاز الطاقة في الجسم. ويتكون نظام الشكرات - بزعمهم- لدى كل إنسان من سبع شكرات رئيسة هي مراكز للطاقة مرتبة على طول قناة الكونداليني (Kundalini) التي تمتد من قمة الرأس إلى نهاية العمود الفقري، أو العصعص. وكل "شكرة "أشبة ماتكون بمكان التقاء قمع طاقة حلزوني دوار بالجسم الطبيعي (الجسد أو البدن)، ولهذه الطاقة خواص منها: تنشيط المساحة المحيطة بها، ووظائف أخرى محددة لصحة الأعضاء الرئيسة في الجسم، والحالات النفسية العامة. ولكل "شكرة" قوة (طاقة -صنم)خاص بها ذكر أو أنثى - ولا يقولون إله لأن عقيدة وجود إله ملغاة في فلسفتهم وفكرة الطاقة الكونية بديل لها - كما أن لكل شكرة رمز خاص ولون خاص، ونوع خاص من الأحجار الكريمة، ونوع خاص من الروائح، وترنيمات (أناشيد) خاصة وغير ذلك. ويزعمون أنه يمكن من خلال معرفة هذه الخصائص والتعامل معها بمهارة في تمارين التنفس والاسترخاء والتأمل، أن يصل الإنسان للسمو والنرفانا (التناغم مع الطاو - تدفق الكي والتشي في داخله). كما تعين هذه المعرفة الإنسان على المحافظة على توازن صحته وشفائه من الأمراض المستعصية واستقراره، النفسي، ونشاطه العقلي، وحيويته. ولكل شكرة تدريبات خاصة لضمان استمرار تدفق الطاقة الكونية فيها -بزعمهم - سواء للوقاية والسعادة والحيوية للأصحاء، أو للمعالجة والاستشفاء والصحة للمرضى، وتعقد من أجل التدريب عليها دورات متنوعة، هدفها الظاهر التدريب على مهارات الاسترخاء، ومساعدة الناس على الاستشفاء من خلال جهاز الطاقة في أجسامهم. ونتيجتها الحتمية - للمفتونين بها من المسلمين - اللحاق بالطاويين والهندوس والبوذيين وغيرهم، والخروج من كل دين وعقل إلا أن يرحم الله عباده الذين ضلوا عن المحجة البيضاء النقية، فيستغفروا ربهم ويتوبوا من مشابهة عبّاد الطواغيت إن لم يكونوا عبدوها معهم، ورددوا مع المدرب في تأملاتهم الشركية لكل رب ( إله - أب - كائن مقدس - طاغوت) ما يناسب قدراته وخصائصه ونعمائه؛ فيرددون مثلا - أعوذ بالله من الشرك - في ابتهال: " أب الأرض، نشكرك على كل ما وهبتنا". "father of the earth, we thank you for all Belsing you give us" ولكن ما حقيقة هذا الجسم الأثيري؟ وما رأي العلم الصحيح في فكرة الأثير؟ وهل أثبت الصينيون والهنود مزاعمهم؟ سيكون هذا السؤال محور موضوعنا التالي.. والله المستعان. الأجسام السبعة – الجسم الأثيري – الشكرات .. معتقدات تصادم صريح العقل وصحيح النقل لكل مسلم وتهدف إلى إخراجك أخي المسلم من كل دين وعقل ..فاحذر ...وتذكر: { وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً } ---------------------------- تعرفنا في المقالتين السابقتين 1،2 على جوانب من الشرور التي قد تتفشى في مجتمعاتنا المسلمة دون أن ينتبه لها كثيرون، بل قد يتقبّلونها ويمارسونها لأن الشيطان قد زيّن ظاهرها بالنفع ولبّس باطلها بالحق. قدوتنا في هذا النهج الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، الذي كان يقول: " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني". ثم نتقصّى إجابة السؤال، وتوضيح حقيقة الشر لتكون النتيجة التعوّذ منه والتحرّز منه، فلا يدركنا. تساؤلنا الأول كان عن أسس الديانة الطاوية التي يمارسها كثير من المسلمين مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، دون أن يدركوا أنهم يمارسون الطاوية.. والسؤال الثاني كان جهاز الطاقة في الإنسان الذي يدعي وجوده في الإنسان الصينيون (الطاويون) ومن تبعهم من مروجي تطبيقاتهم الصحية والرياضية والروحية، ماهي حقيقته؟ وكيف يعمل؟ وسؤال اليوم مرتبط بموضوع جهاز الطاقة، إذ أنهم يزعمون أن هذا الجهاز موجود ليس في أجسامنا البدنية وإنما في أجسامنا الأثيرية! ومن هنا فسؤال موضوعنا اليوم: ما حقيقة هذا الجسم الأثيري؟ وما رأي العلم الصحيح في فكرة الأثير؟ وهل أثبت الصينيون والهنود مزاعمهم؟ ذكرنا عند شرح فكرة جهاز الطاقة المزعوم أن أديان الشرق بعامة تعتقد بوجود ما أسموه "الجسم الأثيري " الذي هو - كما يزعمون - أحد أجسادنا السبعة، وله التأثير والهيمنة على سائر الأجساد؛ ففيه يقع جهاز الطاقة المسؤول عن تدفيق الطاقة الكونية فينا. ومن هنا نتساءل: من أين أتى هؤلاء بفكرة الجسم الأثيري؟ وعند البحث عن الإجابة تصيبنا الدهشة من مروّجي هذه الفكرة في عصر العلم والمعرفة، إذ أن فكرة الجسم الأثيري فكرة قديمة منذ ما يقارب 500 سنة قبل الميلاد، عندما كانت وسائل المعرفة متواضعة جداً، والعقول أقل تفتحاً، عندها فكّر بعض من يسمون (الحكماء) في الكون والحياة، وأرادوا فهم لغز الحياة وليس لهم أثارة من علم النبوّات، فكانت نتيجة التفكير مبنية على ملاحظاتهم التي توصلوا من خلالها أن الصوت ينتقل في الهواء، بينما الضوء ينتقل حتى لولم يوجد هواء، عندها حاولوا البحث عن حقيقة الشيء الموجود الذي يملأ الفراغ الخالي من الهواء. ولما لم يجدوا طائل من وراء بحثهم (لأن الضوء ينتقل في الفراغ كما أثبت في العلم الصحيح)، قالوا بوجود مادة اصطلحوا على تسميتها الأثير! وقالوا أن الأثير هو الذي يملأ الفراغ وهو منبثق عن الكل الواحد الذي وجد منه الكون ويحمل خصائصه القوية (الإلهية)، فهو يحوي قوة طاقة الحياة!! وبناء على هذا الاستنتاج الخاطئ بنو فكرة الجسم الأثيري، فزعموا أن كل إنسان يزود فور ولادته بجسم أثيري يرتبط به بحبل فضي من مكان السرة، وعلى صحة هذا الجسم الأثيري وعلى فعالية جهاز الطاقة فيه تكون صحة كل إنسان البدنية والعقلية والروحية والعاطفية وغيرها! ولما كانت الفكرة غير مقبولة اليوم في عصر تطور العلم ووسائل الكشف على المواد التي لا ترى بالعين المجردة، فقد حاول الذين ينظرون بعين التقديس لأولئك (الحكماء) أن يثبتوا فكرة وجود مادة الأثير المزعوم، ووجود الجسم الأثيري لإثبات فكرة "قوة طاقة الحياة"، ومن هنا انطلقوا ليبحثوا من منطلق بحثي خاطئ المنهج، نتيجته وتطبيقاته مسلمة عندهم وإن كانت غير مثبتة، بل متناقضة مع العلم! وفرحوا ببعض الملاحظات مثل بقاء رائحة الإنسان في مكان ما بعد مغادرته له، ومثل وجود طاقة كهربية في جسم الإنسان. ومن هذه الحقائق حاولوا إثبات مزاعمهم - دون وجود رابط من عقل أو نقل على العلاقة بين المشاهدات والاستنتاج الذي يريدون -! ومن العجيب أنهم استغلّوا جهل العامة بالتصوير "الثيرموني" الذي يستخدم لكشف الجرائم فيصور أثر الشخص الذي قد غادر المكان لتوّه! وبتصوير التفريغ الكهربائي للاستدلال على فكرة الجسم الأثيري، فزعموا أن ما يصور هو الجسم الأثيري! والحق أن ما يصور غير ذلك.. ففي التصوير "الثيرموني"؛ حقيقة ما يصور هو بقايا إفرازات جسم الإنسان من تنفسه وتعرقه ومن إفرازات البكتيريا الموجودة على جلده التي انتشرت في الهواء واتحدت ببعض الجزيئات. وفي تصوير التفريغ الكهربائي والمسمى تجارياً بتصوير "كيرليان" أيضاً، فإن ما يصور هو التسرب الناتج من شحن الجسم بفرق جهد كهربائي والمتغير بحسب ميتابوليزم الجسم، ودرجة الرطوبة وغيرها. وهي أمور علمية مشاهدة لا علاقة لها بالجسم الأثيري المزعوم. هذه هي حقيقة خرافة طاقة قوة الحياة. وهذه حقيقة التصوير الذي يزعمون أنه تصوير الأورا "الهالة" الدالة على الجسم الأثيري. وفي الحلقة القادمة سنجيب عن سؤال: ماهي التطبيقات المتعلقة بإثبات الجسم الأثيري، والشكرات، والطاقة؟ وكيف دخلت إلى بلاد المسلمين؟ إخوتي.. لابد من وضع حد لضعفنا العلمي بالجد في طلب العلم والجد في توظيفه واستخدامه. ولابد من وضع حد لهذا الاستخفاف بالعقول. دعوى تصوير الجسم الأثيري والشكرات مغالطة علمية. هي على الحقيقة تصوير التفريغ الكهربائي فقط. ------------------------- تعرّفنا في المقالات السابقة على جوانب من الشرور التي قد تتفشى في مجتمعاتنا المسلمة دون أن ينتبه لها كثيرون، بل قد يتقبّلونها ويمارسونها لأن الشيطان قد زيّن ظاهرها بالنفع ولبّس باطلها بالحق. قدوتنا في هذا النهج الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، الذي كان يقول: " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني". ثم نتقصّى إجابة السؤال، وتوضيح حقيقة الشر لتكون النتيجة التعوّذ منه والتحرّز منه، فلا يدركنا. في الحلقات السابقة أجبنا عن ثلاثة أسئلة: س1: ماهي أسس الديانة الطاوية التي يمارسها كثير من الناس دون أن يدركوا أنهم يمارسون الطاوية؟ س2: ماهو جهاز الطاقة في الإنسان الذي يدعي وجوده الصينيون ( الطاويون ) ومن تبعهم من مروجي تطبيقاتهم الصحية والرياضية والروحية، ماهي حقيقته؟ وكيف يعمل؟ س3: ماهي حقيقة الجسم الأثيري الذي يزعم الصينيون وجوده؟ وما رأي العلم الصحيح في فكرة الأثير؟ وهل أثبت الصينيون والهنود وأتباعهم مزاعمهم في وجوده؟ علمنا من خلال إجابات الأسئلة السابقة أن فكرة الجسم الأثيري فكرة الديانة الطاوية وغيرها من أديان الشرق، وهي قديمة قالوا بها منذ ما يقارب 500 سنة قبل الميلاد، عندما كانت وسائل المعرفة متواضعة جداً، والعقول أقل تفتحاً، عندها فكر بعض من يسمون (الحكماء) في الكون والحياة، وتوصلوا إلى فكرة الكل الواحد وانبثاق الكون عنه بشكل ثنائيات "الين واليانج". كما أنهم أرادوا فهم لغز الحياة، وكيف يمكن الخلاص فيها من الشر والمرض والشهوات؟ وليس لهم أثارة من علم النبوات، فكانت نتيجة تفكيرهم ادعاء ما أسموه بـ "قوة طاقة الحياة"!! وتبع ذلك ادعاءهم بوجود الجسم الأثيري، وجهاز الطاقة. وفي هذه الحلقة سنجيب عن سؤال: ماهي التطبيقات المتعلقة بإثبات الجسم الأثيري، والشكرات، والطاقة؟ وكيف دخلت إلى بلاد المسلمين؟ اتخذت هذه العقائد والفلسفات - في بلاد المسلمين - طريقين للوصول إلى الناس، بعيدة الصلة ظاهراً عن الفكر والعقيدة.. الطريق الأول: طريق التوعية العامة للمجتمع عن طريق الدورات التثقيفية والتدريبية عبر مراكز التدريب المتنوعة، والجمعيات المتخصصة أو المتعاونة؛ كخطوة اجتماعية في طريق الصحة والسعادة والوقاية من أمراض العصر البدنية والنفسية، وخطوة لتفعيل القدرات واكتشاف الطاقات. أما الطريق الثاني: طريق العلاج في عيادات خاصة، أو في البيوت، أو عبر مجمعات الطب البديل وتركز غالباً على الأمراض المنتشرة بين الناس والتي لم يشتهر نجاح العلاج الطبي المعروف لها أو أن علاجها الطبي طويل المدة وله آثار جانبية أو مالية مرهقة للمريض، منها على سبيل المثال: الربو، والسمنة والسرطان والسكر، وكثير من المشكلات النفسية كالشعور بالخوف، الشعور بالإحباط والفشل ونحو ذلك. وهذه الدورات لها مستويات متعددة، ولها توابع وفنون في تجدد مستمر، وكلها تعتمد فلسفة وجود قوتي الين واليانج، وقوة طاقة الحياة، وجهاز الطاقة في الجسم الأثيري. من هذه الدورات على سبيل المثال لا الحصر: دورات الريكي: وهي ثقافة وفلسفة وأخلاقيات، خلاصتها تمارين وتدريبات لفتح منافذ الاتصال بالطاقة الكونية "كي" وتعلم طريقة تدفيقها في الجسم ممايزيد قوة الجسم وحيويته ويعطي قوة إبراء معالجة – بزعمهم-. دورات التشي كونغ: وهي ثقافة صحية تعتمد فلسفة الطاقة الكونية وتدرب على تمارين وتدريبات للمحافظة على طاقة "التشي" في الجسم والمحافظة عليها قوية ومتوازنة وسلسة في مساراتها؛ مايزيد مناعة الجسم ومقاومته للأمراض – بزعمهم -. دورات التنفس: تمارين في التنفس العميق، تنفس بكيفية خاصة مع ترنيمات خاصة وتأملات لضمان دخول طاقة "التشي"و"البرانا" إلى داخل الجسم "البطن"، وهو مهارة لازمة لتمارين الفروع الأخرى من الرياضات لأنه يساعد للدخول في مرحلة الاسترخاء الكامل. دورات الاسترخاء: وتعتمد التنفس والتأمل مع الإيحاء الذاتي لعلاج الأرق والاكتئاب وغيره أو للسعادة والوصول للنشوة والنرفانا "التناغم مع الطاقة الكونية. دورات البرمجة اللغوية العصبية: مزيج من تقنيات متنوعة لتنمية مهارات الاتصال والقدرة على المحاكاة للتميز وتعتمد التدريب على الاسترخاء والقدرة على التعامل مع العقل اللاواعي. وفي بعض المستويات المتقدمة عند بعض مدارسها مستوى يعتمد فلسفة الطاقة وجهازها الأثيري –المزعوم- ويدرب على تمارين التنفس والتأمل لتفعيل النفع به. وتكمن خطورة هذه الدورات في كونها بوابة الدخول لدورات الطاقة الكونية ومن بعدها الطاقة السفلية من خلال تعليم الهونا والشامانية وما فيهما من السحر. دورات الماكروبيوتيك: وهي دورات تثقيف صحي عن الغذاء والحمية يعتمد خصائص ميتافيزيقية للأطعمة مبناها فكرة الين واليانج، ووجوب التناغم بينهما، ويدعو لتجنب المنتجات الحيوانية قدر الإمكان من اللحوم والألبان، ويتسع المفهوم في الدورات المتقدمة لتقدم نظام حياتي كامل يعتمد على فلسفة التناغم مع الطاقة الكونية من خلال التوازن بين قوتي " الين واليانج " والوصول للسمو الروحي –بزعمهم-. دورات التاي شي: وتقدم العلم الأشمل لرياضات الطاقة: الريكي والتشي كونغ وغيرها. أما طريق المعالجة في العيادات ومراكز الطب البديل، وفي البيوت بلا تصريح، فقد دخلت هذه الفلسفات بشكل استشفائي وعلاجي يعتمد على فلسفة قوى "الين واليانج"، وعلى جهاز الطاقة ومساراته والشكرات وخصائصها إذ لكل شكرة لون خاص، وحجر كريم ورمز وترنيمة "مانترا" ورائحة وزهرة خاصة بها، ومن أنواع هذه العلاجات: العلاج (الاستشفاء) بالماكروبيوتيك، العلاج بالألوان والروائح، العلاج بالأحجار الكريمة، والعلاج بالأشكال الهندسية والإبر الصينية، والعلاج بالطاقة، العلاج بالريكي، وغيرها كثير. وللأسف هناك من مزج بين طريقة هذه العلاجات المبنية على جهاز الطاقة وبين علاجات مشروعة كالحجامة فزعم أنها تكون نافعة إذا تمت على مسارات الطاقة الواقعة على الجسم الأثيري!! واستهوى الأمر السذج من المسلمين فاستحدثوا ضروباً من الاستشفاء والعلاج بناء على ذات هذه الفلسفة الملحدة "فلسفة الطاقة الكونية بمفهوم الصينيون والهنود القدامى"، ولكن باستعمال القرآن أو الدعاء والذكر؛ ظناً منهم أنها توافق الدين وتنصره وهي في الحقيقة تخالفه وتنقضه. وربما تغيرت الأسماء والشعارات من يوم ليوم إلا أنها بكل الصور المتغيرة تعتمد على فلسفات وتعاليم الديانات الصينية والهندية في القول بالجسم الأثيري ومنافذ الطاقة "الشكرات" وما يتبعه من أسرار الطاقة الكونية، وفكرة الـ "ki-chi-Qi" و"الطاو" و"الماكرو"و"البرانا" و"مانا"، وضرورة توازن القوى الثنائية "الين واليانج" للسمو والنرفانا. وأن طريق ذلك الاسترخاء والتنفس العميق والتأمل سواء فيما هو وافد من هناك من عبارات وأشكال ورموز وترانيم شركية، أو باستبدال ذلك بتسبيحات وقرآن وذكر ورسوم وخطوط للأسماء الحسنى حتى يتم تدفق الطاقة الكونية في الجسم البشري ومن ثم يحصل الإنسان على السعادة والصحة والنضارة والسمو الروحي - بزعمهم -. وأعجب!! كيف يطبق المسلمون الذين لا يؤمنون بوجود الطاقة الكونية تطبيقات تعتمد على هذه الفلسفة الملحدة التي تتصادم مع عقيدة التوحيد للإله الحق سبحانه وتعالى ! إنتبه...! دورات الماكروبيوتيك.. دورات الريكي.. دورات التشي كونغ.. دورات الطاقة.. تبث ثقافة الأديان الشرقية وتعتمد فلسفة الطاقة الملحدة.. فحذار... كل محاولة لأسلمة الشرك والإلحاد باطلة.. فالشرك والإلحاد يرفض جملة وتفصيلاً. وماقد يظهر في التطبيقات المبنية عليه من نفع، فإن عندنا في الدين الحق ماهو أنفع منه.. الاستشفاء بالألوان والأحجار والأهرام والأشكال الهندسية والطاقة الكونية كله شرك يرق ويغلظ. الاستشفاء بطاقة مزعومة للأسماء الحسنى، بأشعة من " لا إله إلا الله " وبالقرآن الكريم وبالعبادات المشروعة على غير الوجه المشروع بدعة في الدين. وفي الحلقة القادمة سنجيب على سؤال: ماالمقصود بالسمو والنرفانا، التي يعد مروّجوا هذه الفلسفات المتدربين بالحصول عليها والوصول إليها؟ ---------------------------------- تعرّفنا في المقالات السابقة على جوانب من الشرور التي قد تتفشى في مجتمعاتنا المسلمة دون أن ينتبه لها كثيرون، بل قد يتقبّلونها ويمارسونها لأن الشيطان قد زيّن ظاهرها بالنفع ولبّس باطلها بالحق. قدوتنا في هذا النهج الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، الذي كان يقول: " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني". ثم نتقصّى إجابة السؤال، وتوضيح حقيقة الشر لتكون النتيجة التعوّذ منه والتحرّز منه، فلا يدركنا. في الحلقات السابقة أجبنا عن مجموعة من الأسئلة تدور حول: أسس الديانة الطاوية. وحقيقة جهاز الطاقة في الإنسان الذي يدعي وجوده (الطاويون) ومن تبعهم. وحقيقة الجسم الأثيري الذي يزعمون وجوده. ثم أعطينا فكرة موجزة عن التطبيقات المتعلقة بإثبات الجسم الأثيري، والشكرات، والطاقة. وطرق دخولها إلى بلاد المسلمين.. وعلمنا من خلال إجابات الأسئلة السابقة أن الديانة الطاوية والفلسفات التي تعتمدها كانت نتاج عقول رفضت أنكرت النبوات ورفضت عقيدة الألوهية، ورفضت عالم الغيب الصحيح بكل توابعه، وتوصلت -بالعقول القاصرة- إلى فلسفة خاصة للوجود تعتمد على الثنائيات المنبثقة عن الكل الواحد وما يتبع ذلك من ادعاء وجود الأثير والأجسام السبعة، وجهاز الطاقة المختص باستمداد "قوة طاقة الحياة" للوصول إلى الصحة والسمو والنرفانا!! وفي هذه الحلقة سنجيب عن سؤال: ماالمقصود بالسمو والنرفانا، التي يعد مروجو هذه الفلسفات المتدربين بالحصول عليها والوصول إليها؟ تسعى هذه التطبيقات المعتمدة على فلسفة الطاقة في كثير من تمارينها لتدريب الناس على ما يسمى بالاسترخاء أوالتنويم للراحة، والاستشفاء، والوقاية من الأمراض بمختلف صورها. كما تستخدم التنويم كأسلوب علاجي للمرضى، أو وقائي للأصحاء بهدف الوصول لمرحلة "النرفانا". والنرفانا هي المرحلة التي يحدث فيها خروج عن سيطرة العقل الواعي، ويمكن أن يصل لها الشخص بإرادته عن طريق الانهماك والتركيز في رياضات روحية، مثل: "التأمل الارتقائي"، "التنفس العميق التحولي"، "المانترا"، والمجاهدات الشديدة في الجوع والسهر وقتل شهوات النفس وغير ذلك. وعندها يصل الشخص إلى مرحلة النرفانا التي تؤهله لإمكانية الاتحاد "التناغم" مع الكلي "الطاو" فيصبح متصفاً بصفات لا تكون إلا " للآلهة"، ويسمى عند البوذيين الإنسان المتنور"بوذا". فالنرفانا هي غاية ما يريده البوذي والهندوسي -ومن على مثل معتقدهم من الأديان والمذاهب - من تأملاته ”عباداته“ ورياضاته لأنها تجعله معافى من الأمراض كما تنجيه من جولان الروح "التناسخ" الذي يكون لمن لا يصلون للتناغم الكلي في رياضاتهم. وتسمى مرحلة " السمو" عند مفكري "الماكروبيوتيك "حسب مستويات حالات الإنسان التي وضعها أحد أبرز شخصيات هذا الفكر الياباني، "جورج أوشاوا". وهي المرحلة المسماة مرحلة "النشوة " Trance أو "الغشية " عند ممارسي التنويم في التطبيقات المختلفة، وفيها يتم التعامل مع العقل اللاواعي. وهي المرحلة المسماة مرحلة "الخلاء " Emptiness عند ممارسي "التشي كونغ". وقد اقتبسها بعض المسلمين "المتصوفة " الذين تأثروا بأديان الشرق، وظنوا جهلاً منهم أنها حكمة ضلت عن السابقين الأولين رضي الله عنهم، فأسرعوا يتعلمونها ويطبقونها من خلال تأملات غير تأملات أولئك الكافرين وبأذكار متكررة مشابهة للترانيم "المانترا" التي تسهل الوصول للمراد . وقد أسمو هذه المرحلة: مرحلة ”الفناء“ أو " السكر" أو "الوجد" على درجات متفاوتة. هي التي ثبت على كثير منهم وقت وصوله لها شطحات قولية وفعلية أوصلت بعضهم للكفر والقول بالاتحاد والحلول. يقول بعض معلمي هذه العلوم والمدربين على الاسترخاء والنرفانا - أصلحهم الله -: "هي التي يستشعرها المؤمن في قيامه الليل أو في متعة سجوده أو في تكرار الذكر"!؟. والحق خلاف ذلك؛ فالمؤمن يشعر بأثر عبادته في نشاط جسمه وحيويته، كما يشعر بالأنس، وقد يجد حلاوة الإيمان ولذة المناجاة إلا أنه لا يغيب عن وعيه، ولا يقصد هذا الأثر بعبادته. وإن وصل بعبادته "قراءة القرآن، الذكر المشروع" إلى الغياب عن الوعي استغراقاً في المحبة أو الخوف؛ فليس حاله هذا هو الحال الأكمل، إذ ليس حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبار صحابته رضوان الله عليهم، وإنما هو حال اعترى بعض التابعين وتابعيهم لغلبة خوف أو محبة، وهو شأن كثير من أهل التصوف لتأثر عباداتهم ورياضاتهم وخلواتهم بطقوس الهندوسية وفلسفاتها. أما بالنسبة لما جاء في قصة عروة بن الزبير -رضي الله عنهما -ونحوها من الاستغراق في الذكر أو الصلاة بحيث يضعف الشعور بأي شيء حوله، فليس من قبيل النرفانا والغياب عن الوعي في شيء، وإنما هواستحضار لمعاني إيمانية عظيمة، وتأمل للآيات أو التسبيحات بحيث لا يعود غيره يشغل الهمّ والفكر، وهو أمر مطّرد في كل ما يمكن أن يستحوذ على الهم فيضعف الشعور بسواه. وليس غياباً عن الوعي. المؤمن طالب استقامة لا طالب كرامة.. وعلينا أن نتذكر دائماً أن غاية وجودنا مبيّن في قوله تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } فكل ما علينا هو التزام عبادته وتتبع أمره والوقوف عند نهيه.. وقد نجد لعبادتنا لذة وقد نستمر نجاهد أنفسنا عليها ونأطرها على التزام الشرع، حتى نلقى الله ونحن مستقيمون وإن لم يكرمنا باستشعار لذائذ الروح، فقد أكرمنا بالاستقامة على الأمر والنهي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire