A text that is referenced.
W3.CSS

البخيل شخص يعيش طيلة حياته دون أن يتذوّق طعم الحياة. إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com الحرية هي الحياة، ولكن لا حرية بلا فضيلة. .

الحياة كالمرآة، تحصل على أفضل النتائج حين تبتسم لها. لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة. المتشائِم لا يرى من الحياة سوى ظلها.
-
un exemple
lien pour alerte
Image
Image
Description
Image
Description
A text that is referenced. https://www.bbc.co.uk/sounds/play/live:bbc_radio_fourfm..
svg Move the cursor over the rectangle
↑↓→

Exemple de fenêtre « modal » simple

Fenêtre popup simple.

Ouvrir le popup
Heure à Tlemcen : UTC time:
New York sunrise time:
Tokyo sunrise time:
Find the current time for any location or time zone on Time.is!

ميكروباص! (قصة قصيرة)


ميكروباص! (قصة قصيرة) اختار مكانًا بجوار نافذة (الميكروباص)، وأخرج كتابًا من حقيبته كعادته، وشرع في القراءة.. (الميكروباص) لم يكتمل عدده بعد، وسائقه يقف مناديًا بنغمة سوقية مميَّزة ترسَّخت في العقل الباطن لصاحبنا؛ فصار لا يتذكر ذهابه إلى العمل في الصباح الباكر إلا وتتبادر إلى مخيلته (شبورة) الصباح ممتزجةً بنداء السائق ذاك وبرودة لحظات الانتظار حتى يكتمل عدد (الميكروباص)! مصر.. مصر.. مصر.. بنغمة مميزة.. يختفي فيها حرف الراء، وتتوسط الصاد بين السين والصاد، وتلتحم النداءات لتصير (مَصْمَصْمَصْ)! ولا يخفى مجاز الكل عن الجزء فـ(مصمصمص) هذه ـ والتي يقصد بها مصر ـ هي القاهرة عاصمة البلاد.. وعلى تلك النغمات قلَّب صفحات الكتاب ينتظر اكتمال العدد.. صفحة صفحتان ثلاث.. توقف منتبهًا إلى أنه يقرأ بعينيه ولكنه لم يعِ أي كلمة مما قرأ.. أمر عاديّ يحدث معه أحيانًا.. أعاد علامة التوقف في الكتاب إلى موضعها الأول.. أغلق الكتاب، وأسند رأسه على زجاج النافذة بجواره، وأخذ يحرك شفتيه ببعض الأذكار والأدعية.. كانت أنفاسه ترسم خريطة عشوائية من بخار الماء على زجاج النافذة يرى مِن ورائها هذا السائق وهو يُلِح على المارة، وكأن إلحاحه سيدفع أحدًا لأن يغيِّر وجهته ويركب معه! شابَّان ركبا (الميكروباص) معهما مجموعة من الحقائب.. الحمد لله.. من الواضح أنهما مِن طلبة جامعة القاهرة، ومعهما حقائب الأسبوع بالمدينة الجامعية أو السكن الخاص.. اعتاد على هذا المشهد، واعتاد أيضًا على رؤية تصفيفة الشعر وكيلو (الجِل) الذي يتربع على رأس كل منهما، و(البنطلون) المتشبِّث بصعوبة وقد أوشك على السقوط مبديًا من ورائه جزءًا من الملابس الداخلية (المشجَّرة) في مشهد يعتبره البعض علامة على قمة الرجولة! تكثَّفت بعض قطرات بخار الماء على الزجاج وبدأت تنحدر إلى أسفل.. راقبها بعينيه.. صوت مزاح الشابين المتصنِّع وضحكاتهما المبتذلة المختتمة ببذيء السباب على أنغام صاحبنا السائق السوقي سحبته إلى أعماق هذا الشعور الهلامي المُصاحب لكل صباح! راكب آخر.. الحمد لله.. راكبة وليست راكب.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. أشاح بوجهه ولكن عطرها النفاذ اخترق مركز الشم في المخ.. وسأل نفسه ككل يوم: كيف سمح لها أبوها أو أخوها بذلك؟ وطبعًا كالعادة.. تحوَّل كل شاب من الشابين إلى روميو أو مهنَّد! تغيرت طريقة الكلام، وارتفعت درجة حرارة الشهامة، وغلظ صوت كل منهما كأن الفتاة قد أهدت إليهما ضفدعين ابتلع كلٌّ منهما أحدَهما! تيه تيه.. نسأل الله العافية.. كيف سنخطو خطوة للأمام وهذا حال نبض القلب؟! مصمصمص!! السائق لا يمل.. وبخار الماء يتكاثف ليرسم دلتا النيل مع تغييرات طفيفة! يرى مِن خلال فرعي دمياط ورشيد السائق وهو يشير إلى رجل مسن من بعيد ويقول: واحد مَصْ! آهٍ يا مخادع! خدعة كل يوم! واحد مصر، وبعد أن يركب وقد ظن أن الانطلاقة ستبدأ بمجرد أن يغلق باب (الميكروباص) وراءه - يجد أنه قد خُدع وأنه سينتظر.. ككلِّ يوم! أمسك ذاك المسن بالباب، وأخذ يجاهد محاولًا الركوب، ولكنَّ ساقه كانت أوهن مِن أن يستطيع أن يعتمد عليها ليدفع بجسده إلى (الميكروباص).. وطبعًا كانت (طاقية الإخفاء) بطلة الموقف، ولم يلتفت الشابان إليه لمساعدته، وكأنه شفاف! بينما كانت الفتاة منشغلة بهاتفها المحمول الصيني ذي الصوت المفجع صادحًا بأغنية ركيكة! قام صاحبنا، وساعد ذاك المسن ليركب (الميكروباص).. مسح المسنُّ عرقه بعد هذا الجهد الذي بذله وشكره، ثم ألقى بجسده على أحد الكراسي، وعاد صاحبنا إلى مكانه، وأعاد رأسه إلى مكانها بجوار خريطة أنفاسه البخارية، وقد بدت له مشوَّهة.. تكاثفت القطرات وبدأت تنحدر كأنها.... أخرج ذلك المسن جريدة من حقيبته، ولم يقم بمسح الصفحة الأولى بعينيه كما هي عادة متصفحي الجرائد قبل تقليب الصفحات؛ بل فتحها مباشرة على صفحة بعينها.. انتبه صاحبنا، ورفع رأسه يرمق قِبلة ذاك المسن في جريدته.. فوز فريق (الفاضي) على فريق (القاضي) بهدفين مقابل لا شيء! عنوان بارز يتربع على رأس مقالة تحليلية ثمينة للمباراة استغرقت المسن حتى نخاعه الواهن! حالة من الإحباط الشديد أصابت صاحبنا.. توقفت نغمة (مصمصمص) وحلَّ محلّها صوت (موتور الميكروباص).. وانطلق بقيادة السائق الي أكمل عدد الركاب بتكرار خدعة (واحد مَصْ) التي يقع فيها نفس الركاب كل يوم! انطلق.. وما زال الشابان يعبثان ويتجملان أمام الفتاة.. وما زالت الأغنية الركيكة تتصاعد من هاتفها المزعج.. وما زال هذا المسن مكبًّا على تحليل مبارة الفاضي والقاضي.. وكأن سكرة كبيرة عمَّت الجميع.. وصاحبنا ما زال على حاله.. لم تتوقف شفتاه.. تعلَّقت عيناه بوحدات الرصيف البيضاء والسوداء وهي تعدو بجوار السيارة.. خواطره تتوارد: الإنسان.. متى زالت السكرة عن عقله.. هل يشعر أنه كان في سكرة ويعترف بذلك، أم أنه ينكر ذلك؟! وهل من الممكن إذا أفاق أن يلتفت إلى مَن كان مُفيقًا ويتهمه بأنه كان سكرانَ الأمس ويسأله مستنكرًا: أين كنتَ؟! أسئلة حائرة.. سرعة السيارة تزداد.. الأبيض يختلط بالأسود.. وما زال البخار يتكاثف.. --------------------------​------- أبو الفرج محمد مصطفى عبد المجيد 18/7/2011م

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire